بالتّزامن مع الهجمات التّركيّة ... طلّاب جامعة روج آفا: "نحن بصدد الوصول إلى إحراز تقدم علمي كبير"
أعرب طلّاب جامعة روج آفا من مختلف التّخصّصات عن سعيهم المواظب بتقصّي العلم وذلك تحت شعار "نحن بصدد الوصول إلى إحراز تقدّم علميّ كبير".
أعرب طلّاب جامعة روج آفا من مختلف التّخصّصات عن سعيهم المواظب بتقصّي العلم وذلك تحت شعار "نحن بصدد الوصول إلى إحراز تقدّم علميّ كبير".
على شفا أزمةٍ خانقةٍ للهجمات التّركية المستمرّة على مناطق شمال وشرق سوريا مؤخراً، طلاب جامعة روج آفا من مختلف التّخصّصات يسعون لإحراز تقدمٍ مهنيٍّ للوقوف في وجه المحتل وإقرار هويتهم القوميّة وإفشال مخططات الدولة التركية تجاه مكونات شمال وشرق سوريا.
في هذا الصدد، أجرت وكالة فرات للأنباء (ANF) لقاءً مع طلّاب جامعة روج آفا لإبداء آرائهم الشخصيّة إزاء الهجمات التركية، وكيف استطاعوا أن يحبطوا الحرب النفسيّة ويبرهنوا نضالهم الواقع على خط السمو والعلو.
وعن دور الشباب وما يترتب عليهم من دوافع اجتماعية مرنة وأنظمة تعليمية متاحة، قال الطالب في المعهد العالي للإعلام "محمد عبد الله" عن تجربته البدائيّة في دراسة الصحافة بلغته الأم، "إنّ ما يطلبه الفرد ليس بعكس ما يراه على مجريات أرض الواقع، فالدراسة بلغة الأم لا تأتي عن عبث، بل لكلّ مؤثّر اِنخراط عائم وإجباري، كمّا كنّا نتعلّم العربيّة لدى المدارس الحكوميّة، أمّا الآن فنحن لا نرجم حضيض الواقع بسبل حياتنا المهنيّة، فالمرء يرى ليمر بتجارب عدة، ثمّ يحلّل ليُخضع للأمر السلطويّ وأخيراً يتجاوب مع بلورة التفكير الذائخ للمجتمع".
وأردف عبد الله بالقول: "نحن نعلم جيداً ما يفكّر به العدو لطمس حريتنا وثقافتنا وعلمنا، لذا علينا أن نقاوم برضاخة قلمنا وبؤرنا التاريخي، فلا أحد منّا جاهل عمّا مضى وجرى بقراحة شعبنا البريء، واليوم حان الوقت لرفع راية الإقرار والملامسة الحقيقية لشخصنا بحق لغتنا و إرثنا و لواحتنا الباجعة في مجرى الصحافة الكرديّة، دون رد أو تراجع ولا حتّى من يدحر نار الدفع في قلوبنا".
لا نخضع لبلبلة النفوس الضعيفة
وأشار محمّد أن من يلتفت إلى ما جُشم من الناس، فمن البديهي أن يبقى في مكانه ولا يتقدم في طريقه السائر، لأن الفرد كائن لا يتلطخ بنواة الحرية ولا حتّى يختار النّفور، لكنه يعلم بالمحيط ويعلم نواياهم الساخطة، لذلك لا حاجة لتصغية السمع إليهم، عليك أن تضع خيطًا من الأشواك، أنت تقطعه وهم يدركون أنّك محميّ ولديك مداد الاقتراب، فنحن محيطون بمن يشعلون شرار الأذى في طريقنا، سنخلد في دربنا إلى كسب علمنا في وطننا وبلغتنا.
ومن جانب آخر، لفت رونيار هيثم محمّد، الطالب في المعهد الإداري والمالي إلى أنَّ التوجّب في دراسة التخصص بلغة الأم أمر محتم ولا ريب فيه، ولا أحد يستطيع الوقوف في وجهنا لتحقيق مكاسبنا العلميّة، والدولة التركيّة تحاول زعزعة استقرار المنطقة من خلال هجماتها ونشر الفتن والشائعات، فعندما نتحدّث عن مخططات الدولة، فقد نحث على وجود تأهبية في بث الحرب النفسية والإبادة الفكرية.
وتابع محمّد حديثه قائلاً: "الإدارة الذاتيّة ساهمت في كسر رادع الخوف لدى الأبناء دون تحيّز أو استثناء بعكس ما فعلته الحكومة السورية بمجتمعنا للتعليم بلغتهم الأم، وعندما أقامت الإدارة الذاتية علاقات مع أبناء شعبها حول كيفية التواصل مع الجانب المظلم والتعليم الذاتي ودراسة التخصصات بمسقط الرأس دون الحاجة للولوج إلى السفر خارجاً، هذا وتمكنا أيضاً من فهم علاقتنا بذاتنا وتوطيد التواصل بيننا وبين النقد الرائي، الإدارة الذاتية قلعت جذور الغل وزرعت بذور الحب والتعليم الشخصي في فؤادنا دون منازعة بينية".
وبالعودة إلى حقيقة التعليم في شمال وشرق سوريا ودور الإدارة الذاتية في تسهيل الأوامر المهنية، تحدثت لوكالتنا الطالبة في المعهد العالي للإعلام، تورين مصطفى قائلةً: "منذ أن بدأنا بدراسة الصحافة لدى الإدارة الذاتيّة ونحن نشاهد سرقة الأضواء من المسرح التركي، تركيا تشعر بعدم الارتياح واليسر، لذا ترتج الأبواب وتستعيض النبأ، لتكون الأول في المشهد الدرامي الكردي، ولكن في الواقع تركيا تقرط أصابعها ندماً عندما دخلت إلى دوامة الصراع المنهي مع الكرد، فإمّا أن تعلن عن خسارتها أو أن تعلن عن فوز الكرد، لأنّ ما بين الأمس واليوم هناك متغيرات جانبية من قبل الكرد القوميين على ساحة العلم".
وذكرت تورين أعقاب التوبيخ الجائر في الالتحاق والدراسة بجامعة روج آفا بأنّ الشعب ما زال رافضاً لهذه الفكرة دون دليل أو حسبان في مداومة الخطة التنفيذية لأساسيات الجامعة، ما زال البعض يفكّر في أهمية التحاق الفرد بالجامعات الحكومة السورية، لكن هذا الأمر قد يترتب على الطالب النسبية والتراجع في تعديل أجندة الاختيارات العلمية، كما يجب أن يكون الطالب مرئيّاً للعلن لكشف ملابسات الحيل الاجتماعية وأصحاب النفوس الضعيفة وغاياتهم ورغباتهم تجاه الانسان القومي والطموح".
وفي ختام حديثها قالت تورين مصطفى، الطالبة في المعهد العالي للإعلام: "أرجو من جميع الطلبة التمسّك بلغتهم الأم والوقوف في وجه الأعداء، فأهدافهم وحيدة وغاياتهم متعددة، فهم يعملون على تقطيم وتدمير الهوية الكردية وعلينا بالكفاح، فنحن بصدد الوصول إلى إحراز تقدم علمي كبير".